الثلاثاء، 6 يوليو 2010

ابتسامه على الوجه الملائكى البرئ

خطوات اقدام تقطع سكون الليل....عقارب الساعه تتحرك والوقت يمضى....ابتسامة تظهر على وجهه.....صرخات.... وتتوه الابتسامة من على الوجه الملائكى البرىء..... لحظات صمت تعيد شريط الاحداث للخلف لساعات
اخذ يسير فى طرقات المدينة ....انتهى لتوه من بيع ما يحمله من بلدتهم من سمن وعسل ولبن وجبن كل اسبوع.....لم يكن يحمل الكثير تلك المرة.
فقد ترك اغلى ما جاء به فى الطريق على مشارف المدينه ....اقدامه تعرف الطريق....عيناه لا تنظران الى شىء....اى شىء .... وصل إلى منطقة نائية فى اطراف المدينة ... توقف فجأة ....اخذ يتلفت حوله...عيناه تمسحان معالم المكان جميعها تبحث عن شىء غريب ...... اطمئن لعدم وجود خطر يخشاه او يفسد خطته ..... انعطف عن الطريق الرئيسى .... سار مقـربة ثلاث دقائق ..... توقف امام بناية متهدمه .... تلفت حوله ثم دلف سريعاً وعدل وضع الباب الخشبى خلفه.... لم يكن هناك الكثير من الوقت قبل المغرب .....اخر عهد له بالضوء......اسرع باخراج ادواته من الحقيبة التى يحملها معه وبدأ العمل.
تأكد من اتمام ما يريد .... وضع ما انجزه بعناية فائقة فى نفس الحقيبة التى يحملها معه.
انهى صلاة المغرب واسند ظهره على الجدار تاركاً نفسه لتحصل على القليل من الراحه ..... عيناه شاشة عرض كبرى .... ابنة عمه التى تنتظر ان يدخل بها آخر الاسبوع ,ابوه العجوز,امه المريضة ....
كم من الوقت مر عليه.....لا يدرى!!!! تأكد انه قد نال قسط من النوم ....لم يحن وقت تحركه بعد لذا جلس صامتاً ينتظر.
آذان الفجر يقطع صمت الليل الطويل .... قام من مكانه .... حمل حقيبته وبدأ يتحرك .... لابد ان يسرع .....الوقت المتاح امامه ليس بالكثير....لم يكن يريد ان يلفت الانتباه إلى حركة غريبة لذا اختار هذا التوقيت حيث يخرج الناس لصلاة الفجر.
وصل ..... لم يكن المكان بعيداً .....دخل سريعاً....كان يعلم بعدم وجود حراسة فى هذا الوقت بالتحديد فقد راقب وخطط طويلا قبل ان يحسم قراره النهائى
اقامة صلاة الفجر....يخرج ما فى الحقيبة بعناية....يضعها حيث خطط.....التوقيت معد كما اراد بعد انتهاء الصلاة مباشرة .... صلى الفجر سريعا ثم رقد على ظهره ينتظر.
جثة....اشلاء.... لم تعد تحمل اى ملامح ..... جثة اخيه الاصغر رفيق طفولته الذى مات فى العاشرة من العمر .... وعندما سألهم لماذا هو .... اخبروه بعيون يطل منها اثم دماءه المهدره
= قدر ربنا بقى .... وبعدين مكنش هو المقصود .... مات غلط
قراره جاء بعد دراسه وتخطيط محكم .... هو لا ينتقم لدم اخيه فقط .... هو ينتقم لكل من رأى دماءهم تقطر من عيون جلاديهم ..... الجميع يفكر فى نفسه ويطلب فقط الستر .... لابد من شئ ليشعل فيهم فتيل الثوره ليحركهم نحو حريه رقابهم من اغلال الرق ..... كلمات رسالته التى تركها على فراشه قبل ان يغادر منزله فى فجر اليوم السابق
خطوات الخارجين من الصلاة تصل إليه....ابتسامة باهتة تظهر على وجهه الملائكى البرىء ...ابنة عمه ...ابوه وامه....اخوه....اصدقاؤه...
.ارضه.....وطنه الكبير....افكار مرت سريعاً فى باله.....اشعلت النيران
صرخات .... وتتوه الابتسامة من على الوجه الملائكى البرىء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق